الضَّرْبُ الثَّانِي: مَنْ لاَ
إِخْلاَصَ لَهُ وَلاَ مُتَابَعَةَ لَهُ، وَهَؤُلاَءِ شِرَارُ الخَلْقِ، وَهُمُ
المُتَزَيِّنُونَ بِأَعْمَالِ الخَيْرِ يُرَاؤُونَ بِهَا النَّاسَ.
وَهَذَا
الضَّـْربُ يَكْثُرُ فِيمَنِ انْحَرَفَ عَنِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ مِنَ
المُنْتَسِبِينَ إِلَى الفِقْهِ وَالعِلْمِ وَالفَقْرِ وَالعِبَادَةِ؛ فَإِنَّهُمْ
يَرْتَكِبُونَ البِدَعَ وَالضَّلاَلَ وَالرِّيَاءَ وَالسُّمْعَةَ، وَيُحِبُّونَ
أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا.
وَفِي أَضْرَابِ
هؤُلاَءِ نَزَلَ قوله تعالى: {لَا
تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحۡمَدُواْ
بِمَا لَمۡ يَفۡعَلُواْ فَلَا تَحۡسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٖ مِّنَ ٱلۡعَذَابِۖ
وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ}
[آل
عمران: 188].
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«الضَّرْبُ الثَّانِي: مَنْ لاَ إِخْلاَصَ
لَهُ وَلاَ مُتَابَعَةَ لَهُ» هذا أشقى الخلق والعياذ بالله، بل هو أضل من
البهائم، لا إخلاص ولا متابعة، يعملون بالبدع، ولا يخلصون لله، ويراؤون الناس،
هؤلاء شرار الخلق والعياذ بالله، فهو ليس على إخلاص، ولا على متابعة، هو يعمل
ويشتغل، ولكنه فاقد للشرطين.
قوله
رحمه الله:
«وَهَؤُلاَءِ شِرَارُ الخَلْقِ» قال
تعالى: {أَمۡ
تَحۡسَبُ أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ
بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا}
[الفرقان: 44].
قوله
رحمه الله:
«وَهَذَا الضَّـْربُ يَكْثُرُ فِيمَنِ
انْحَرَفَ عَنِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ مِنَ المُنْتَسِبِينَ إِلَى الفِقْهِ
وَالعِلْمِ وَالفَقْرِ وَالعِبَادَةِ» أي: هذا يكثر في الصوفية.
قوله
تعالى:
{لَا
تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ} [ال عمران: 188]. من البدع {وَّيُحِبُّونَ أَن يُحۡمَدُواْ بِمَا
لَمۡ يَفۡعَلُواْ}
من السنن {فَلَا
تَحۡسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٖ}
أي: بمنجاة {مِّنَ ٱلۡعَذَابِۖ
وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ}
نسأل الله العافية.
وهذه الآية وإن نزلت في اليهود فهي عامة لكل من اتصف بصفتهم.