×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 الضَّرْبُ الثَّالِثُ: مَنْ هُوَ مُخْلِصٌ فِي أَعْمَالِهِ، لَكِنَّهَا عَلَى غَيْرِ مُتَابَعَةِ الأَمْرِ؛ كَجُهَّالِ العُبَّادِ وَالمُنْتَسِبِينَ إِلَى الزُّهْدِ وَالفَقْرِ، وَكُلِّ مَنْ عَبَدَ اللهَ عَلَى غَيْرِ مُرَادِهِ.

وَالشَّأْنُ لَيْسَ فِي عِبَادَةِ اللهِ فَقَطْ: بَلْ فِي عِبَادَةِ اللهِ كَمَا أَرَادَ اللهُ.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِي خَلْوَتِهِ تَارِكًا لِلْجُمُعةِ، وَيَرَى ذَلِكَ قُرْبَةً، وَيَرَى مُوَاصَلَةَ صَوْمِ النَّهَارِ وَالْقِيَامِ بِاللَّيْلِ قُرْبَةً، وَأَنَّ صِيَامَ يَوْمِ الْفِطْرِ قُرْبَةً، وَأَمْثَال ذَلِكَ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «مَنْ هُوَ مُخْلِصٌ فِي أَعْمَالِهِ» فهو مخلص لله، ولا يشرك به شيئًا، ولكنه «على غير متابعة الأمر»، فهو لا يتبع الرسول، بل يعمل بالبدع والمحدثات؛ فالله لا يقبل هذا منه.

قوله رحمه الله: «كَجُهَّالِ العُبَّادِ وَالمُنْتَسِبِينَ إِلَى الزُّهْدِ وَالفَقْرِ» وهذا يكثر في الصوفية؛ لأنهم هم الذين يتحدثون البدع، وإن كانوا مخلصين لله، ولكنهم يعبدون الله على بدع لم يأتِ بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم يريدون الخير ومقاصدهم حسنة، ولكن هذا لا يعني شيئًا؛ فلا بد من المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، والعلماء يقولون: «اقتصاد في سنة، خير من اجتهاد في بدعة»، هذه قاعدة عظيمة: «اقتصاد في سنة، خير من اجتهاد في بدعة»؛ فالعمل القليل على السنة أحسن من العمل الكثير على البدعة.

قوله رحمه الله: «وَالشَّأْنُ لَيْسَ فِي عِبَادَةِ اللهِ فَقَطْ: بَلْ فِي عِبَادَةِ اللهِ كَمَا أَرَادَ اللهُ» فليس المقصود عبادة الله فقط؛ بل المقصود عبادة الله كما أراد الله - يعني: كما شرع الله - وليس المقصود أنك تتعبد وتعمل؛ بل المقصود أنك تعبد الله على حسب وعلى وفق أمره وشرعه الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم؛


الشرح