×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 فَإِنَّهُ لاَ يُعَامِلُ أَحَدًا مِنَ الخَلْقِ إِلاَّ لِجَهْلِهِ بِاللهِ وَجَهْلِهِ بِالخَلْقِ.

وَالإِخْلاَصُ: هُوَ العَمَلُ الَّذِي لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْ عَامِلٍ عَمَلاً صَوَابًا عَارِيًا مِنْهُ، وَهُوَ الَّذِي أَلْزَمَ عِبَادَهُ بِهِ إِلَى المَوْتِ؛ قَالَ الله تعالى {لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ} [الملك: 2]، وَقَالَ: {إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} [الكهف: 7].

وَأَحْسَنُ العَمَلِ: أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ.

فَالخَالِصُ: أَنْ يَكُونَ للهِ، وَالصَّوَابُ: أَنْ يَكُونَ عَلَى وَفْقِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

وَهَذَا هُوَ العَمَلُ الصَّالِحُ المَذْكُورُ فِي قوله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا} [الكهف: 110].

****

الشرح

قوله رحمه الله: «فَإِنَّهُ لاَ يُعَامِلُ أَحَدًا مِنَ الخَلْقِ إِلاَّ لِجَهْلِهِ بِاللهِ وَجَهْلِهِ بِالخَلْقِ» فمن كان همه الناس مدحوه أو ذموه، فهذا من جهله بالله، وجهله بالخلق.

جهله بالله: فإنه هو الذي يجب أن يخشى ويتقى ويطاع.

وجهله بالخلق: لأنهم لا يملكون له نفعًا ولا ضَرًّا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُْمَّةَ»، أي: الخلق كلهم «لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2516).