×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

إذًا؛ عَلِّقْ قلبك بالله، والله يكفيك الخلق، فمن توكل على الله كفاه: {وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ} [الطلاق: 3] فإذا توكلت على الله كفاك ما عداه من الخلق، وأما إذا التفتَّ إلى غير الله وكلك الله إليه، يكلك إلى من التفت إليه، ويتخلى عنك سبحانه وتعالى ويخذلك.

قوله رحمه الله: «وَالإِخْلاَصُ: هُوَ العَمَلُ الَّذِي لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْ عَامِلٍ عَمَلاً صَوَابًا عَارِيًا مِنْهُ» فالإخلاص هو الذي يقبل الله به العمل؛ فالله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه.

قوله رحمه الله: «وَهُوَ الَّذِي أَلْزَمَ عِبَادَهُ بِهِ إِلَى المَوْتِ» قال تعالى: {وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ} [الحجر: 99]، {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ} [آل عمران: 102] فلا ينتهي العمل إلا بالموت، فإذا مات الإنسان انقطع عمله، فالذي يزعم أن هناك حدًّا ينتهي إليه إذا وصله، فتسقط عنه العبادة كما يقوله غلاة الصوفية، ويزعمون أنه وصل إلى الله فليس بحاجة إلى العبادة؛ فهذا باطل والعياذ بالله، العمل مستمر ما دامت الروح في الجسد، مستمر إلى أن تخرج الروح من الجسم؛ فليس لعمل المسلم غاية دون الموت.

قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} [الكهف: 7] انتبه لقوله: {أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا}، فلم يقل: «أيهم أكثر عملاً»؛ فالعبرة بالحسن، وليست العبرة بالكثرة، فقد يكون العمل كثيرًا ولكنه باطل كله؛ قال تعالى: {وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا} [الفرقان: 23]، وقال: {وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡ‍َٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡ‍ٔٗا} [النور: 39]، وقال: {مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ} [إبراهيم: 18].


الشرح