×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله رحمه الله: «وَأَحْسَنُ العَمَلِ: أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ» {أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا}أي: أيهم أخلص وأصوب في العمل.

قوله رحمه الله: «فَالخَالِصُ: أَنْ يَكُونَ للهِ، وَالصَّوَابُ: أَنْ يَكُونَ عَلَى وَفْقِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم » وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])أي: مردود عليه، وفي رواية: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2])؛ فالعمل المبتدع مردود، سواء ابتدعه هو، أو اتبع من ابتدعه وعمل بالبدع، قال صلى الله عليه وسلم: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3])، وفي رواية النسائي: «وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([4])، ولم يستثنِ شيئًا؛ فكل ما خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو بدعة مردودة، وصاحبها في النار، نسأل الله العافية، وإن استحسنها أو حسنت له، وكثير من الناس اليوم على البدع، ولا يعيشون إلا على البدع، ولا يرغبون في السنة؛ لأن الشيطان يزين لهم البدع؛ فشياطين الإنس والجن يزينون لهم البدع، وينفرونهم من السنة واتباع السنة؛ فهي مصيبة عظيمة: انتشار البدع الآن وتوارث البدع، حتى إن من أنكرها عليهم عادوه وشنعوا عليه، وقالوا: «هذا يبغض الصالحين، ويبغض كذا»! فالمسألة خطيرة جدًّا، ويجب التنبه لها، ولا يكفي أنك تعرف هذا وتتمسك به؛ بل لا بد أنك تدعو إليه، وتبين للناس: تبين لأهلك، وتبين لأهل بلدك،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1718).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).

([4])أخرجه: النسائي رقم (1799).