وَهُوَ العَمَلُ الحَسَنُ فِي قوله
تعالى: {وَمَنۡ
أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ} [النساء: 125]، وَهُوَ الَّذِي
أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ: «كُلُّ عَمَلٍ لَيْسَ
عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]). وَكُلُّ عَمَلٍ بِلاَ
مُتَابَعَةٍ فَإِنَّهُ لاَ يَزِيدُ عَامِلَهُ إِلاَّ بُعْدًا مِنَ اللهِ؛ فَإِنَّ
اللهَ - تَعَالَى - إِنَّمَا يُعْبَدُ بِأَمْرِهِ لاَ بِالأَهْوَاءِ وَالآرَاءِ.
****
الشرح
قوله
سبحانه وتعالى: {وَمَنۡ
أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ} [النساء: 125] فلا أحد أحسن دينًا ممن أسلم وجهه
لله، هذا الإخلاص، {وَمَنۡ
أَحۡسَنُ} أي: متبع للرسول صلى
الله عليه وسلم، هذان الشرطان: {وَمَنۡ
أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ وَٱتَّبَعَ
مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا} [النساء: 125] فملة
إبراهيم عليه السلام هي الإخلاص والمتابعة، وهي التي بُعث بها محمد صلى الله عليه
وسلم؛ {مِّلَّةَ
أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ}
[الحج: 78].
قوله
صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلٍ
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، هذا فيه شرط المتابعة.
«كُلُّ عَمَلٍ لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا»،
أي: لم نَشْرَعْه «فَهُوَ رَدٌّ»، أي:
مردود على صاحبه، لا يقبل عند الله سبحانه وتعالى.
قوله رحمه الله: «وَكُلُّ عَمَلٍ بِلاَ مُتَابَعَةٍ فَإِنَّهُ لاَ يَزِيدُ عَامِلَهُ إِلاَّ بُعْدًا مِنَ اللهِ» أي: كل عمل ليس فيه متابعة للرسول، فإنه لا يزيد عامله إلا بعدًا عن الله عز وجل وهو يزعم أنه يتقرب إلى الله به، وهو يبعده عن الله! نسأل الله العافية.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).