×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله رحمه الله: «فَإِنَّ اللهَ - تَعَالَى - إِنَّمَا يُعْبَدُ بِأَمْرِهِ لاَ بِالأَهْوَاءِ وَالآرَاءِ» أي: لا يعبد الله عز وجل عبادة صحيحة إلا بأمره؛ قال تعالى: {وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ} [البينة: 5] أي: مخلصين له العبادة، وكل عمل ليس فيه إخلاص فهو باطل، وكل عمل ليس فيه متابعة فهو باطل.

انتهى الضرب الأول: أهل الإخلاص والمتابعة، وهؤلاء هم السعداء، ولكن هذا يحتاج إلى أمور:

أولاً: يحتاج إلى علم، فيتعلم الإنسان، فلا يعبد الله على ما وجد الناس عليه، لا بد أن يتعلم فيعرف ما هو العمل الصالح، والعمل الباطل؛ فالعلم أول شيء: {فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ} [محمد: 19].

أما إذا كان جاهلاً فقد يغتر بعمل الناس، ويطيع دعاة الضلال؛ لأنه يحسن الظن بهم، بخلاف ما إذا كان عنده علم؛ فإنه لا يطيع دعاة الضلال، ولا يستحسن الباطل؛ لأنه يميز بين الحق والباطل.

ثانيًا: الصبر على ما يلقى من الناس؛ من اللوم والتهديد والتحقير والتجهيل، وغير ذلك، يصبر، هذا في سبيل الله سبحانه وتعالى فما يصيبك أقل مما يصيب الرسل - عليهم الصلاة والسلام - من الناس، وقد صبروا على ما لقوا من الأذى؛ فلا بد أن تصبر، والذي ليس عنده صبر لا يستمر على العمل، بل يترك العمل.

كما يجب أن نعلم أن الإنسان قد يكون على سنة وعلى إخلاص ومتابعة، ولكن يأتيه الشيطان، ويقول له: «هذا عمل قليل، زَوِّدْ؛ حتى تشق على نفسك»، يقول له: «صم ولا تفطر أبدًا،


الشرح