الصِّنْفُ الرَّابِعُ: قَالُوا: أَفْضَلُ
العِبَادَةِ العَمَلُ عَلَى مَرْضَاةِ الرَّبِّ سبحانه وتعالى وَاشْتِغَالُ كُلِّ
وَقْتٍ بِمَا هُوَ مُقْتَضَى ذَلِكَ الوَقْتِ وَوَظِيفَتُهُ، فَأَفْضَلُ
العِبَادَاتِ فِي وَقْتِ الجِهَادِ الجِهَادُ وَإِنْ آلَ إِلَى تَرْكِ الأَوْرَادِ
مِنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ وَصِيَامِ النَّهَارِ، بَلْ مِنْ تَرْكِ إِتْمَامِ صَلاَةِ
الفَرْضِ كَمَا فِي حَالَةِ الأَمْنِ.
والأَفْضَلُ
فِي وَقْتِ حُضُورِ الضَّيْفِ القِيَامُ بِحَقِّهِ، وَالاشْتِغَالُ بِهِ.
وَالأَفْضَلُ
فِي وَقْتِ السَّحَرِ الاشْتِغَالُ بِالصَّلاَةِ، وَالقُرْآنِ والذِّكْرِ
وَالدُّعَاءِ، وَالأَفْضَلُ وَقْتَ الأَذَانِ تَرْكُ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ
الأَوْرَادِ وَالاشْتِغَالِ بِإِجَابَةِ المُؤَذِّنِ.
وَالأَفْضَلُ
فِي أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ: الجِدُّ وَالاجْتِهَادُ فِي إِيقَاعِهَا
عَلَى أَكْمَلِ الوُجُوهِ، وَالمُبَادَرَةُ إِلَيْهَا فِي أَوَّلِ الوَقْتِ،
وَالخُرُوجُ إِلَى المَسْجِدِ وَإِنْ بَعُدَ.
وَالأَفْضَلُ
فِي أَوْقَاتِ ضَرُورَةِ المُحْتَاجِ المُبَادَرَةُ إِلَى مُسَاعَدَتِهِ بِالجَاهِ
وَالمَالِ وَالبَدَنِ.
****
الشرح
أفضل الأعمال على هذا القول هي: أن تؤدي كل عبادة في وقتها المحدد لها، فإذا كان الوقت وقت جهاد في سبيل الله فأفضل الأعمال الجهاد في سبيل الله، وإذا كان الوقت وقت طلب العلم والتفرغ لطلب العلم فأفضل الأعمال هو التفرغ لطلب العلم، وهذا يتعدى إلى العبادات المؤقتة الموظفة؛ فكل عبادة في وقتها أفضل من العبادة المطلقة.