وَالأَفْضَلُ فِي السَّفَرِ مُسَاعَدَةُ
المُحْتَاجِ، وَإِعَانَةُ الرُّفْقَةِ، وَإيثَار ذَلِكَ عَلَى الأَوْرَادِ
وَالخَلْوَةِ.
وَالأَفْضَلُ
فِي وَقْتِ قِرَاءَةِ القُرْآنِ جَمْعِيَّةُ القَلْبِ، وَالهِمَّةُ عَلَى
تَدَبُّرِهِ، وَالعَزْمُ عَلى تَنْفِيذِ أَوَامِرِه أَعْظَمُ مِنْ جَمْعِيَّةِ
قَلْبِ مَنْ جَاءَهُ كِتَابٌ مِنَ السُّلْطَانِ عَلَى ذَلِكَ.
وَالأَفْضَلُ
فِي وَقْتِ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ الاجْتِهَادُ فِي التَّضـرُّعِ وَالدُّعَاءِ
والذِّكْرِ.
وَالأَفْضَلُ
فِي أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحَجَّةِ الإِكْثَارُ مِنَ التَّعَبُّدِ، لاَ سِيَّمَا
التَّكْبِيرُ وَالتَّهلِيلُ وَالتَّحْمِيدُ، وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ الجِهَادِ
غَيْرِ المُتَعَيّنِ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«وَالأَفْضَلُ فِي السَّفَرِ...» كون
المسافر يخدم زملاءه وإخوانه أفضل من كونه يجلس للذكر وتلاوة القرآن، والنبي صلى
الله عليه وسلم كان في الأسفار في آخر الركب، يتفقد المحتاج والمنقطع.
قوله
رحمه الله:
«وَالأَفْضَلُ فِي وَقْتِ الوُقُوفِ
بِعَرَفَة...» ففي يوم عرفة الوقوف للدعاء أو الجلوس للدعاء أفضل من صلاة
النافلة في هذا اليوم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ» ([1]). فاشتغل بالدعاء، وتؤدي
الفرائض في وقتها، وفي غير وقت الفرائض تشتغل بالدعاء؛ فهذا أفضل من الجلوس للذكر
والاستغفار.
قوله رحمه الله: «وَالأَفْضَلُ فِي أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحَجَّة...» الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ». قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ([2])؛ لأن هذا ذكر مؤقت، وعمل مؤقت يفوت بفوات وقته، والجهاد لا يفوت.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3585).