×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَالأَفْضَلُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لُزُومُ المَسَاجِدِ، وَالخَلْوَةُ فِيهَا مَعَ الاعْتِكَافِ، والإِعْرَاضُ عَنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ، وَالاشْتِغَالِ بِهِمْ، حَتَّى إِنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الإِقْبَالِ عَلَى تَعْلِيمِهِم العِلْمَ، وَإِقْرَائِهِم القُرْآنَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ العُلَمَاءِ.

وَالأَفْضَلُ فِي وَقْتِ مَرَضِ أَخِيكَ المُسْلِمِ أو مَوْتِهِ عِيَادَتُهُ وَحُضُورُ جَنَازَتِهِ، وَتَشْيِيعُهُ وَتَقْدِيمُ ذَلِكَ عَلَى خَلْوَتِكَ وجَمْعِيَّتِكَ.

وَالأَفْضَلُ وَقْتَ نُزُولِ النَّوَازِلِ وَإِيذَاءِ النَّاسِ لَكَ أَدَاءُ وَاجِبِ الصَّبْرِ مَعَ خلطتك لَهُمْ، وَالُمْؤْمِنُ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَفْضَلُ مِنَ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ([1]).

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَالأَفْضَلُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ...» وهذا الذي كان يحصل من الرسول صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر، مع أنه كان في كل أعماله كان في جهاد، وكان في تعليم، وكان في دعوة، وكان في قضاء حوائج الناس، فكان في العشر يعتكف وينفرد عن الناس، وينعزل عن الناس بمكان خاص، ينعزل لذكر الله وعبادته ومناجاته؛ لأن هذه العشر تفوت، أما تعليم الناس الأمور الأخرى من الأعمال الصالحة فهذه لا تفوت، فمبادرة الأوقات قبل فواتها أحسن من التفريط فيها والانشغال بعمل غير خاص بها.

قوله رحمه الله: «وَالأَفْضَلُ فِي وَقْتِ مَرَضِ أَخِيكَ المُسْلِمِ أو مَوْتِهِ...» فكونك إذا مرض مسلم واحتاج إليك، واحتاج إلى حضورك،


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4032)، وأحمد رقم (5022)، والطيالسي رقم (1988).