×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله رحمه الله: «وَأَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ اسْتِيفَاءِ الأَجِيرِ أَجْرَهُ» يقولون: «ليس لله فضل؛ فهي أجورنا على عملنا، مثل الأجير الذي يشتغل عندك؛ تعطيه أجرته وليس لك عليه تفضل في هذا؛ لأنه نتيجة كده وعرقه، فكذلك العباد عند الله؛ الجنة والثواب هذا من كدهم وعرقهم، ليس لأن الله تفضل عليهم بذلك»! وهذه جرأة فظيعة على الله، والعياذ بالله.

قوله تعالى: {وَنُودُوٓاْ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ}[الأعراف: 43]، {بِمَا كُنتُمۡ} أخذوا الباء على أنها باء الثمنية، وباء العوض، فجعلوا الجنة ثمنًا للعمل، مقابلاً للعمل!

وقوله تعالى: {هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} [النمل: 90]، وأمثالها من الآيات.

وقوله: {إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ} [الزمر: 10] سماه أجرًا؛ يعني: أجرة على صبرهم. شبهات، هي آيات وأحاديث ولكن ليس لهم بها متمسك؛ لأنهم يفسرونها بغير تفسيرها، فيأخذون بالمتشابه الذي يقع به أهل الزيغ والضلال، دون رده إلى المحكم، تفسير كلام الله يكون بعضه ببعض، وتفسير كلام الرسول يكون بعضه ببعض، هم لا يعملون هذا، بل يأخذون بطرف ويتركون الطرف الآخر، فيأخذون الطرف الذي يصلح لهم، ويتركون الطرف الذي لا يصلح لهم؛ ولذلك ضلوا وزاغوا؛ وقد قال تعالى: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ} [آل عمران: 7].


الشرح