×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 قوله رحمه الله: «وَهُوَ أَنَّ الأَعْمَالَ أَسْبَابٌ مُوصلَةٌ إِلَى الثَّوَابِ» هذا هو قول أهل السنة والجماعة: أن الأعمال أسباب موصلة إلى الثواب، لا كما تقوله الجبرية ليست أسبابًا، وليست موجبة للثواب كما تقوله القدرية.

قوله رحمه الله: «وَالأَعْمَال الصَّالِحَات مِنْ تَوْفِيقِ اللهِ وَفَضْلِهِ»، قال تعالى: {بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} [الحجرات: 17]؛ فالله هو الذي يمن على عباده بالإيمان وبالجنة، وبالأعمال الصالحة.

قوله رحمه الله: «وَلَيْسَت قَدَرًا لِجَزَائِهِ وَثَوَابِهِ» يعني: ليست ثمنًا لجزائه وثوابه، فجزاؤه وثوابه أكثر من ذلك، وأكثر وأكثر، الجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، دائمة ومؤبدة، عمل الإنسان قليل لو أفناه في الطاعة لا يقابل الجنة أبدًا، ولكنه تفضل من الله، والعمل إنما هو سبب يوصل إلى الجنة.

قوله رحمه الله: «بَلْ غَايَتُهَا إِذَا وَقَعَتْ عَلَى أَكمَلِ الوُجُوهِ أَنْ تَكُونَ شُكْرًا عَلَى أَحَدِ الأَجْزَاءِ القَلِيلَةِ مِنْ نِعَمِهِ سبحانه وتعالى » فالله لا يعطيهم الجنة على أنها مستحقة لهم، وإنما يعطيهم إياها شكرًا على أعمالهم، يشكرهم سبحانه وتعالى: {إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمۡ جَزَآءٗ وَكَانَ سَعۡيُكُم مَّشۡكُورًا} [الإنسَان: 22]، {وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن: 17].

«أن تكون شكرًا» أي: شكرًا من الله عز وجل فالله شكور يشكر لعبده.


الشرح