×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَالبَاءُ المُثْبِتَةُ الَّتِي وَرَدَتْ فِي القُرْآنِ هِيَ بَاءُ السَّبَبِيَّةِ؛ رَدًّا عَلَى القَدَرِيَّةِ الجَبْرِيَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لاَ ارْتِبَاطَ بَيْنَ الأَعْمَالِ وَجَزائِهَا، وَلاَ هِيَ أَسْبَابٌ لَهَا، وَإِنَّمَا غَايَتُهَا أَنْ تَكُونَ أَمَارَةً.

وَالسُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ هِيَ أَنَّ عُمُومَ مَشِيئَةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ لاَ تُنَافِي رَبْطَ الأَسْبَابِ بِالمُسبباتِ وَارْتِبَاطِهَا بِهَا.

وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ البَاطِلِ تَرَكَتْ نَوْعًا مِنَ الحَقِّ فَإِنَّهَا ارْتَكَبَتْ لأَِجْلِهِ نَوْعًا مِنَ البَاطِلِ، بَلْ أَنْوَاعًا، {فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ} [البقرة:213].

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَالبَاءُ المُثْبِتَةُ الَّتِي وَرَدَتْ فِي القُرْآنِ هِيَ بَاءُ السَّبَبِيَّةِ»، فالباء مختلفة في الموضعين.

قوله رحمه الله: «وَإِنَّمَا غَايَتُهَا أَنْ تَكُونَ أَمَارَةً» يعني: علامة على الشيء، وليست سببًا؛ لأن الجهمية ليس عندهم أسباب ولا علل ولا حكم.

قوله رحمه الله: «وَالسُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ هِيَ أَنَّ عُمُومَ مَشِيئَةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ لاَ تُنَافِي رَبْطَ الأَسْبَابِ بِالمُسَببَاتِ وَارْتِبَاطِهَا بِهَا» عموم قدرته لا تعارض بينها وبين ربط المسببات بأسبابها؛ فالله قدر الأشياء وجعل لها أسبابًا تمشي عليها، فإذا وجدت الأسباب وجدت المسببات، وإذا لم توجد الأسباب لم توجد المسببات.

قوله رحمه الله: «وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ البَاطِلِ تَرَكَتْ نَوْعًا مِنَ الحَقِّ» فكل طائفة من أهل الباطل معها بعض الحق، ومعها بعض الضلال، فجمعت بين حق وباطل في مذهبها.



الشرح