×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 ولذلك لا يطلبون العلم، ويزهدون في طلب العلم وينهون عنه، ويتلفون الكتب لو ظفروا بها؛ لأنها لا فائدة منها، هكذا يقولون، وأنها تعوقهم عن العبادة: طلب العلم يعوقنا عن العبادة، ولسنا بحاجة إلى طلب العلم، فنحن إذا صفينا نفوسنا نزل علينا العلم اللدني، العلم من الله، من دون طلب للعلم! هكذا يفعل الشيطان ببني آدم إلا من رحم الله عز وجل.

قوله رحمه الله: «وَاسْتِعْدَادُهَا لِفَيْضِ العُلُومِ والمَعَارِفِ عَلَيْهَا» من الله أو من العقل الفعال.

قوله رحمه الله: «وَخُرُوجُ قُوَاهَا مِنْ قُوَى النَّفْسِ السَّبُعِيَّةِ وَالبَهِيمِيَّةِ»، السبعية نسبة إلى السباع، فهم يقولون: «إن الإنسان فيه طبيعة سبعية، وهي حب التسلط»، وهذا صحيح، ففيه صفة السباع؛ حب التسلط والقهر والغلبة، وفيه أيضًا صفة البهيمية، من الشهوات والرغبات، وحب الملذات، ولكن إذا منَّ الله عليه بالإيمان ذهبت عنه هذه الصفات الذميمة؛ فالسبعية: هي التسلط والطغيان والتكبر كالسباع، والبهيمية التي هي الشهوانية، ولا يكون للإنسان هم إلا نيل شهواته.

قوله رحمه الله: «فَلَو عُطِّلَتِ العِبَادَةُ لاَلْتَحَقَتْ بِنُفُوسِ السِّبَاعِ وَالبَهَائِمِ، فَالعِبَادَةُ تُخْرِجُهَا إِلَى مُشَابَهَةِ العُقُولِ، فَتَصِيرُ قَابِلَةً لاِنْتِقَاشِ صُوَرِ المَعَارِفِ فِيهَا»، هذا كلام الصوفية والفلاسفة.


الشرح