×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَهَذَا يَقُولُهُ طَائِفَتَانِ:

إِحْدَاهُمَا: مَنْ يَقْرُبُ إِلَى الإِسْلاَمِ وَالشَّرَائِعِ من الفَلاَسِفَةِ القَائِلِينَ بِقِدَمِ العَالَمِ وَعَدَمِ الفَاعِلِ المُخْتَارِ.

وَالطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ: مَنْ تَفَلْسَفَ مِنْ صُوفِيَّةِ الإِسْلاَمِ وَيَقْرُبُ إِلَى الفَلاَسِفَةِ، فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ العِبَادَاتِ رِيَاضَاتٌ لاِسْتِعْدَادِ النُّفُوسِ لِلْمَعَارِفِ العَقْلِيَّةِ وَمُخَالَفَةِ العَوَائِدِ.

****

الشرح

هذه مسألة قدم العالم، يقولون: «هذا العالم لم يوجد نتيجة أن له خالقًا وأوجده بعد العدم؛ فالعالم قديم من الأصل؛ فالعالم هذا ليس له بداية»! تعالى الله عما يقولون. ومعلوم أن العالم له بداية، فقد كان بعد أن لم يكن، أوجده الله سبحانه وتعالى، له خالق وله مبدع، هم يقولون: «لا، بل أصله قديم»! فهؤلاء غلاة الفلاسفة، ومنهم ابن سينا.

قوله رحمه الله: «وَعَدَمِ الفَاعِلِ المُخْتَارِ» أي: ليس له فاعل مختار، ولا موجد، فقد أوجد نفسه.

قوله رحمه الله: «الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ: مَنْ تَفَلْسَفَ مِنْ صُوفِيَّةِ الإِسْلاَمِ وَيَقْرُبُ إِلَى الفَلاَسِفَةِ» يعني: العباد المسلمين الذين اشتغلوا بالعبادة وترويض النفس وتركوا طلب العلم، وهذا هو الغالب على الصوفية من المسلمين الذين أخذوا طريق العبادة، وتركوا العلم، وقصدهم من العبادة تصفية النفوس وترويضها للإلهام والفيوضات والعلوم وهكذا، وهم يتطورون فبعضهم وصل إلى الإلحاد؛ كابن عربي والحلاج وابن الفارض؛ فقد وصلوا إلى حد الإلحاد والعياذ بالله، ومنهم من دون ذلك.

قوله رحمه الله: «فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ العِبَادَاتِ رِيَاضَاتٌ لاِسْتِعْدَادِ النُّفُوسِ لِلْمَعَارِفِ العَقْلِيَّةِ وَمُخَالَفَةِ العَوَائِدِ» هذا مقصد العبادة عندهم.


الشرح