×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَلَها أُرْسِلَتِ الرُّسُلُ، وَأُنْزِلَتِ الكُتُبُ، وَخُلِقَتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ.

وَقَدْ صَرَّحَ سبحانه وتعالى بِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: {وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ} [الذريات: 56]؛ فَالِعَبادَةُ هِيَ الَّتِي مَا وُجِدَتِ الخَلاَئِقُ كُلُّهَا إِلاَّ لأَِجْلِهَا، كَمَا قال تعالى: {أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى}[القِيَامَة: 36]، أَيْ: مُهْمَلاً.

قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: «لاَ يُؤْمَرُ وَلاَ يُنْهَى»، وَقَالَ غَيْرُهُ: لاَ يُثَابُ وَلاَ يُعَاقَبُ.

وَهُمَا تَفْسِيرَانِ صَحِيحَانِ، فَإِنَّ الثَّوَابَ وَالعِقَابَ مُتَرَتِّبٌ عَلَى الأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَالأَمْرُ وَالنَّهْيُ هُوَ طَلَبُ العِبَادَةِ وَإِرَادَتُهَا.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَلَها أُرْسِلَتِ الرُّسُلُ» فالرسل أرسلت لبيان العبادة والأمر بها؛ لأن الناس لو تركوا لما عرفوا العبادة الصحيحة من العبادة الباطلة؛ فالعبادة لا بد أن تكون على مقتضى ما جاءت به الرسل، وليس على مقتضى استحسان النفوس والعادات والتقاليد، وإنما الله رسم لنا كيف نعبده بما أرسل من الرسل وأنزل من الكتب.

قوله رحمه الله: «التي خلقت لها العباد» قال تعالى: {وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ} [الذاريات: 56].

قوله رحمه الله: «وَلَها أُرْسِلَتِ الرُّسُلُ» قال تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ} [الأنبياء: 25].

قوله رحمه الله: «وأنزلت الكتب»، قال تعالى: {وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ} [البينة: 5]؛ فالعبادة أمر من الله عز وجل وليست وفق الهوى.


الشرح