قوله
رحمه الله: «وَخُلِقَتِ
الجَنَّةُ وَالنَّارُ» أي: الجزاء، فمن قام بالعبادة على ما أمره الله فله
الجنة، ومن انحرف فله النار، هذا هو المعنى الصحيح والفهم الصحيح للعبادة.
قوله
تعالى:
{وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ} فالحكمة من خلق الخلق هي العبادة؛ فاللام لام
التعليل، ما خلقهم عبثًا، قال تعالى: {أَفَحَسِبۡتُمۡ
أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ} [المؤمنون: 115] ما
خلقهم عبثًا؛ بل لعبادته؛ ليعبدوه، وهل نفع العبادة لهم أم لله؟ نفعها لهم، هذا من
رحمته بهم: أنه أمرهم أن يعبدوه؛ لأجل أن يرحمهم ويكرمهم، فالمصلحة عائدة لهم،
والله أمرهم بها رحمة لهم، وإحسانًا إليهم، فبين في هذه الآية أن الحكمة من خلق
الخلق هو أن يعبدوه.
قوله
تعالى: {أَيَحۡسَبُ
ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى}
[القيامة: 36] يعني: لا يؤمر ولا ينهى؟ هذا حسبان باطل؛ بل يؤمر وينهى لمصلحته هو،
فيؤمر بالخير وينهى عن الشر لمصلحته هو.
قوله
رحمه الله:
«وَهُمَا تَفْسِيرَانِ صَحِيحَانِ»
فهو يؤمر وينهى من أجل أن يثاب ويعاقب.
قوله
رحمه الله:
«فَإِنَّ الثَّوَابَ وَالعِقَابَ
مُتَرَتِّبٌ عَلَى الأَمْرِ وَالنَّهْيِ» فلا يكون ثواب وعقاب إلا على الأمر
والنهي.