فماذا يكون حال الملك
معه؟! وماذا يكون حال الناس معه؛ في عقليته وفي تصوراته؟ يصفونه بالجنون.
قوله
رحمه الله:
«وَأَوَّلُ مَنْ صَدَرَتْ عَنْهُ هَذِهِ
المَقَالَةُ «الجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ»» الجعد بن درهم الذي هو في آخر عهد بني
أمية، الذي أنشأ مذهب الجهمية - قبحه الله - ويقال لأتباعه: الجعدية، ثم جاء الجهم
بن صفوان الترمذي فأحيا مذهبه وتبناه، فنسب إليه؛ فصار يقال لهم: الجهمية، أتباع
الجهم بن صفوان، الذي قال: «إن الله لم
يكلم موسى تكليمًا، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً»! فقتله الأمير الأموي خالد
القسري يوم عيد الأضحى، وقال في خطبته للعيد: «أيها الناس، ارجعوا فضحوا، تقبل الله منا ومنكم، فإني مضح بالجعد بن
درهم؛ ذلك أنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليمًا»،
ثم نزل فذبحه تحت المنبر، بحضور العلماء والأئمة، وشكروه على هذا الصنيع لما قتل
هذا الزنديق في هذا اليوم المبارك؛ ولهذا قال ابن القيم رحمه الله:
ولأجل ذا
ضَحَّى بجَعْدٍ خالدٌ الـ |
|
ـقَسْري يوم
ذبائح القُربان |
إذ قال:
إبراهيمُ ليس خليلَه |
|
كَلاَّ ولا
مُوسى الكليم الدَّاني |
شَكَرَ
الضَّحِيَّةَ كُلُّ صَاحِبِ سُنَّةٍ |
|
للهِ دَرُّكَ
مِن أَخِي قُرْبَان |
هذا
هو رئيسهم الجعد بن درهم، ثم جاء بعده الجهم بن صفوان وجدد هذا المذهب، ودعا إليه؛
فنسب إليه، ويقال لهم: «الجهمية» بدل «الجعدية».