×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 فَقَوْلُ القَلْبِ: هُوَ اعْتَقَادُ مَا أَخْبَرَنَا اللهُ - تَعَالَى - عَنْ نَفْسِهِ، وَأَخْبَرَ رَسُولُهُ عَنْ رَبِّهِ مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَلِقَائِهِ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.

وَقَوْلُ اللِّسَانِ: الإِخْبَارُ عَنْهُ بِذَلِكَ وَالدُّعَاءُ إِلَيْهِ وَالذَّبُّ عَنْهُ وَتَبيينُ بُطْلاَنِ البِدَعِ المُخَالِفَةِ لَهُ وَالقِيَامُ بِذِكْرِهِ - تَعَالى - وَتَبْلِيغُ أَمْرِهِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «فَقَوْلُ القَلْبِ» هو اعتقاد القلب بكل ما أخبر الله به، أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا قول القلب، وعمل القلب، فهو يسمى قولاً ويسمى عملاً، وأول ذلك الإيمان بالله وبأسمائه، وصفاته، وأقداره، وأفعاله، هذا هو الأساس؛ فالذي يفرط في شيء من هذه الأمور ولم يعتقده بقلبه لا يكون مؤمنًا، فيثبت الصفات على الوجه الصحيح، ولا يثبتها على وجه التشبيه والتمثيل.

وكذلك الإيمان بـأركان الإيمان الستة في الحديث: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1])، هذا يكون في القلب، فمن أنكر شيئًا من هذه الأمور لم يكن مؤمنًا، قال الله عز وجل: {لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ} [البقرة: 177] وقال تعالى: { قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ} [البقرة: 136] هذا هو اعتقاد القلب،


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (8).