وَعَمَلُ القَلْبِ: كَالمَحَبَّةِ لَهُ،
وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَالإِنَابَةِ، وَالخَوْفِ، وَالرَّجَاءِ، وَالإِخْلاَصِ
وَالصَّبْرِ عَلَى أَوَامِرِه وَنَواهِيهِ وَإِقْرَارِهِ وَالرِّضَاءِ بِهِ وَلَهُ
وَعَنْهُ وَالمُوَالاَةِ فِيهِ، وَالمُعَادَاةِ فِيهِ وَالإِخْبَاتِ إِلَيْهِ وَالطُّمأنينَةِبه
وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِ القُلُوبِ الَّتِي فَرضُهَا آكَدُ مِنْ فَرْضِ
أَعْمَالِ الجَوَارِحِ وَمُسْتَحَبُّهَا إِلَى اللهِ - تَعَالَى - أَحَبُّ مِنْ
مُسْتَحَبِّ أَعْمَالِ الجَوَارِحِ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«وَعَمَلُ القَلْبِ» أعمال القلب
كثيرة؛ كالخوف، والخشية، والرجاء، والمحبة، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والإنابة،
كل هذا من عمل القلب.
قوله
رحمه الله:
«كَالمَحَبَّةِ لَهُ، وَالتَّوَكُّلِ
عَلَيْهِ، وَالإِنَابَةِ، وَالخَوْفِ، وَالرَّجَاءِ، وَالإِخْلاَصِ»، كل هذه
من أعمال القلب.
قوله
رحمه الله:
«وَالصَّبْرِ عَلَى أَوَامِرِه
وَنَواهِيهِ» الصبر على أوامره وما فيها من المشقة، الأوامر فيها مشقة،
والنفوس تنفر منها؛ لما فيها من المشقة، فلا بد من الصبر، وكذلك المحارم النفوس
تشتهيها، فلا بد من كفها عنها، والصبر على ذلك.
قوله
رحمه الله:
«وَإِقْرَارِهِ» أي: الأقدار التي ليس
للإنسان فيها تسبب، الأقدار الكونية التي ليس للإنسان فيها تسبب؛ كالمصائب،
والشدائد والأمراض التي تصيب الناس يصبرون عليها، ولا يجزعون ولا يتسخطون، أما فعل
الذنوب والمعاصي فهذا لا يجوز الصبر عليه؛ هذا أنت الذي أوجدته باختيارك وبفعلك وبمشيئتك،
فواجبك الكف والصبر عنه، والابتعاد عنه، ولا تقل: هذا مقضي ومقدر علي! هذا لا
يجوز، فلا يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي، فإنما يحتج بالقدر على المصائب التي
ليس لك فيها قدرة.