×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله رحمه الله: «وَالرِّضَاءِ بِهِ وَلَهُ وَعَنْهُ» الرضا بالله، وله: أي: ترضى ما يرضى اللهُ عز وجل وتسخط ما يسخطه الله، فتُحب وتبغض لله، لا لهوى نفسك، ترضى ما يرضاه الله، تغضب وتسخط ما يكرهه الله، ويغضب الله عز وجل والرضا عنه سبحانه: الرضا عن الله بما يَقضي ويُقَدِّر ولا تجزع.

قوله رحمه الله: «وَالمُوَالاَةِ فِيهِ، وَالمُعَادَاةِ فِيهِ» هذا أصعب شيء على المعاصرين اليوم، أو على كثير من المعاصرين، وهو: الولاء والبراء، فهم لا يريدونه أبدًا، لا يريدونك أن توالي أحدًا، أو أن تتبرأ من أحد؛ فالناس سواء عنهم، والإنسانية، والأخوة الإنسانية وحقوق الإنسان والمواطنة، وما أشبه ذلك! لا تكره أحدًا، ولا تبغض أحدًا، ولا تسب دين أحد، ولا تنفر من دينهم وبدعهم ومحدثاتهم، لا يريدون شيئًا من هذا بموجب التعايش! هذا أمر لا يجوز، هم يريدون الآن دفن هذا الأصل، دفن الولاء والبراء، فلا بين مسلم وكافر، ولا بين مؤمن ومنافق، ولا بين عاص ومطيع أبدًا! هذا الذي يحاولون الآن، وأشد شيء عليهم الآن الولاء والبراء، ويسمونه «الكراهية»: «أنت فيك كراهية، أنت فيك كره تكره الآخر»، وما أشبه ذلك من الألفاظ التي يروجونها الآن.

قوله رحمه الله: «وَالإِخْبَاتِ إِلَيْهِ» وهو الخضوع، قال تعالى: {وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ} [الحج: 34] من هم؟ {ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِيمِي ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} [الحج: 35] هؤلاء هم المخبتون، الخاضعون لله سبحانه وتعالى.


الشرح