وصح عنه النهي عن القيام وهو جالس كما
تعظم الأعاجم بعضها بعضًا حتى منعه من ذلك في الصلاة، وأمرهم إذا صلى جالسًا أن
يصلوا جلوسًا وهم أصحاء لا عذر لهم؛ لئلا يقوموا على رأسه وهو جالس مع أن قيامهم
لله، فكيف إذا كان القيام تعظيمًا وعبودية لغيره سبحانه وتعالى ؟!.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«وصح عنه النهي عن القيام وهو جالس كما
تعظم الأعاجم بعضها بعضًا»، لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا لمرض
أصابه وعاده أصحابه رضي الله عنهم وصلوا معه، قاموا فأشار إليهم أن اجلسوا،
فجلسوا، وصلوا خلفه جلوسًا، فلما سلم قال: «إِنْ
كِدْتُمْ آنِفًا لَتَفْعَلُونَ فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ يَقُومُونَ عَلَى
مُلُوكِهِمْ، وَهُمْ قُعُودٌ فَلاَ تَفْعَلُوا ائْتَمُّوا بِأَئِمَّتِكُمْ إِنْ
صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا»
([1]).
قوله
رحمه الله:
«لئلا يقوموا على رأسه وهو جالس»؛ أي:
لئلا يتشبهوا بملوك الأعاجم والطواغيت الذين يحبون القيام عليهم؛ تعظيمًا، فإذا
كان القيام تعظيمًا فلا يجوز، أما إذا كان للحاجة والحراسة فلا بأس.
قوله رحمه الله: «مع أن قيامهم لله» مع أنهم في صلاة وقيامهم لله، ولكن كره لهم التشبه بالأعاجم: أن رسولهم جالس وهم قيام فوقه؛ فكره التشبه في الصورة فقط.
([1])أخرجه: مسلم رقم (413).