×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 والمقصود: أن النفوس الجاهلة الضالة أسقطت عبودية الله سبحانه وتعالى وأشركت فيها من تعظمه من الخلق؛ فسجدت لغير الله، وركعت له، وقامت بين يديه قيام الصلاة، وحلفت بغيره، ونذرت لغيره، وحلفت لغيره، وذبحت لغيره، وطافت لغير بيته، وعظمته بالحب، والخوف، والرجاء، والطاعة، كما يعظم الخالق بل أشد، وسوت من تعبده من المخلوقين برب العالمين وهؤلاء هم المضادون لدعوة الرسل وهم الذين بربهم يعدلون وهم الذين يقولون وهم في النار مع آلهتهم يختصمون: {تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧ إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨} [الشعراء: 97، 98]، وهم الذين قال فيهم: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ} [البقرة: 165]. وهذا كله من الشرك والله لا يغفر أن يشرك به.

فهذا فصل معترض في هديه في حلق الرأس، ولعله أهم مما قصد الكلام فيه، والله - تعالى - أعلم.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وسوت من تعبده من المخلوقين برب العالمين»؛ أي: سوت بين معبوداتهم وبين الله في الركوع والسجود والقيام، وغير ذلك من التعظيمات، وحلق الرؤوس لهم.

قوله رحمه الله: «وهؤلاء هم المضادون لدعوة الرسل» بلا شك هؤلاء مضادون لدعوة الرسل؛ لأن الرسل أمروا بإفراد الله عز وجل بالعبادة، ونهوا عن عبادة ما سواه؛ قال تعالى: {وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ} [النحل: 36].

قوله رحمه الله: «وهم الذين بربهم يعدلون» يعني: يسوونه بغيره.


الشرح