قوله
رحمه الله: «وهذا
هو اتخاذهم أربابًا وآلهة من دون الله» بلا شك، فهذا أشد من تحليل الحرام،
وتحريم الحلال، الذي هو عبادة الأحبار والرهبان، هذا أشد.
قال تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ} الآية، هذا فيه الرد على النصارى، لما كانوا يعبدون المسيح عليه السلام رد الله عليهم بقوله: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ} يعني: المسيح عليه السلام، ما قاله المسيح عليه الصلاة والسلام بل قال: {ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۖ} [المائدة: 72] هذا الذي قاله المسيح عليه السلام، لكنهم ابتدعوا وأحدثوا بعده أمورًا أعظمها الشرك، والعياذ بالله، واتخذوه ربًّا، فالله رد عليهم في هذه الآية، أنهم كاذبون على المسيح {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن}؛ أي: الذي يأمر به الأنبياء: {كُونُواْ رَبَّٰنِيِّۧنَ} هذا الذي يأمر به الأنبياء، {بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ} الكتاب المنزل من الله سبحانه وتعالى {وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّۧنَ أَرۡبَابًاۗ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ} [آل عمران: 79، 80].