×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وتلطَّفَ العلاَّفُ مِن أتباعِهِ **** فأتى بضِحْكَةِ جاهلٍ مَجَّاني

قال: الفناءُ يكونُ في الحركاتِ لا **** في الذات واعجبًا لِذا الهذيانِ

أيَصِيرُ أهْلُ الخُلْدِ في جنَّاتِهم **** وجحيمِهِمْ كحِجارة البُنْيَانِ

ما حال مَن قد كان يغشى أهلَهُ **** عند انقضاءِ تحرُّك الحيوانِ

****

أبو الهذيل العلاّف من قادة المعتزلة، فالمعتزلة أخذوا مذهب الجهميَّة عن طريق شيخهم «عمرو بن عبيد» المعتزلي، وهو أخذ عن الجهمية هذه الأباطيل، وأبو الهذيل تلطف في هذه المسألة، وهي فَناء الجنَّة والنَّار، قال: لا تفنيان حقيقتُهما، وإنَّما تفنيان حركاتُ أهل الجنَّة وأهل النَّار يصيرونَ جمادًا، وكِلا القولين باطل، قول الجَهْم وقول تلميذه ومُقلِّده أبي الهذيل العلاَّف.

فالجنَّة والنَّار باقيتان، وأهلهما باقون فيهما، أهل النَّار يُعذَّبون فيها أبد الآباد، وأهل الجنَّة يُنعَّمون فيها أبد الآباد.

يعني تنقطع حركات سكان الجنَّة وسكان النَّار يصيرون جمادًا لا يتحرَّكون.

يقول الشيخ ردًّا عليهم: فإذا فرضنا أنه جاء انقطاع الحركة، وهم على شُغلهِم مثلاً أهل الجنَّة، منهم الذي يجامع أهله والذي يأكل، ويشرب، والذي يتناول شيئًا، هل يبقى على هذا الفعل لا يتغير عنه؛ لأنه تنقطع حركته عندكم.


الشرح