العَرْشُ والكُرْسِيُّ والأرْوَاحُ وَالْـ **** أمْلاَكُ
والأفْلاَكُ والقَمَرَانِ
والأرضُ والبَحرُ المُحيطُ وسائِرُ الـ **** أكْوانِ مِنْ
عَرَضٍ ومِنْ جُثْمانِ
كلٌّ سَيُفْنِيهِ الفَناءَ المَحْضَ لا **** يَبقَى له أثَرٌ
كظِلٍّ فَانِ
ويُعيدُ ذا المَعدومَ أيضًا ثانيًا **** مَحْضُ الوجودِ
إعادةً بزمانِ
هذا المعادُ وذلك المبدا لدى **** جَهْمٍ وقد
نسبوهُ للقرآنِ
****
وهو يعلم أماكنها ﴿قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ
وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ﴾
[ق: 4] وكل شيء من بني آدم يفْنَى إلا عَجْبَ الذنب، وهو حبة صغيرة في العُصعص
يُركِّب منها الخلق يوم القيامة، كذلك وردَ أنَّ الجنَّة لا تفنَى، وورد أن الحور
العين لا تفنَى، وأن الملائكة لا تفنَى.
يقول الجهم: حتى الزمان يُعاد مرة ثانية، وهذا قولٌ
باطل؛ لأنَّ الزمان إذا مضى لا يعودُ، إذا فَنِيَ زمان، وذهب يعوض عنه بزمانٍ
جديد، أمّا أنه يعود أمس أو العام الماضي أو عهد نوح، يعود مرةً ثانيةً هذا ليس
بصحيح، فالزمان لا يعود.
لو أنهم نسبوا هذا لأنفسهم، وقالوا: هذا رأينا، هان الأمر، لكن يقولون هذا هو المعاد المذكور في القرآن، وهذا هو البعث المذكور في القرآن، لقد كذبوا، لا يوجد هذا في القرآن.