هذا الذي قادَ ابنَ سينا والأُولَى **** قالوا مقالتَه
إلى الكُفرانِ
لم تقبلِ الأذهانُ ذا وتوهَّمُوا **** أنَّ الرسولَ
عناه بالإِيمَانِ
هذا كتابُ اللهِ أنَّى قال ذا **** أو عبدُه
المبعوثُ بالبرهانِ
****
ابن سينا هو الفيلسوف الباطني، من القرامطة، وأبوه
يهودِي، يدين بالإسلام على مذهب الباطنية، فهو باطني حملهُ قول جَهْم على هذا أنه
كفر بالبعث.
لم تقبل عقولهم قول الجَهْم هذا فحملهم هذا على إنكار
البعث، وظنوا أنَّ هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنَّ هذا هو الذي دلَّ
عليه القرآن؛ فأنكروهُ لأنه محال.
أين ما يدل على قول الجَهْم في القرآن: إنَّ الله يُفني هذه الأشياء إفناءً عامًّا لا يُبقي منها شيئًا، ثم يُعيدها من عدم كما يقول، ليس في القرآن شيءٌ من هذا، بل يدل القرآن على أن هذه الأشياء لا تفنى، وإنما تبقى جُزيئاتُها، وتبقى عناصرها، وتبقى موادها، وهناك أشياء تبقى مثل ما صحَّ في الحديث «كلُّ ابنِ آدمَ يفنى إلاّ عَجْبَ الذنب» ([1]). إنه يستحيل إلى تراب ثمّ يُعاد التراب كما كان، المادة موجودة، وإن استحالت إلى تراب فهي موجودة، بل هناك أجسام لا تفنى، وهي أجسام الأنبياء والشهداء تبقى طرية، وتُعاد يوم القيامة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4935)، ومسلم رقم (2599).