أوْ صَحْبُه مِنْ بَعدِه أو تابِعٌ **** لهم على الإِيمَان
والإحْسانِ
بل صرَّح الوحيُ المبينُ بأنه **** حقًا مُغيِّرُ
هذهِ الأكوانِ
فيبدّلُ اللهُ السماواتِ العُلَى **** والأرضُ أيضًا
ذاتُ تبديلانِ
وهما كتبديل الجلود لساكني النْ **** نِـيرانِ عندَ
النُّضجِ من نيرانِ
وكذاك يَقْبِضُ أرضَه وسماءَهُ **** بيديه ما العَدَمانِ
مقْبُوضانِ
****
ما قال هذا أحدٌ من أهل الإسلام أبدًا، ولا يوجد هذا في
الكتاب ولا في السنة ولا في أقوال أهل الإسلام قاطبة، لم يقل أحدٌ هذا.
أي يُغيّرها تغييرًا، وليس يُفنيها إفناء.
قال تعالى: ﴿يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ
وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ﴾
[إبراهيم: 48] معناه: أنه تبدَّل صورتُها، أمّا إنَّها تُعدم نهائيًّا ثمّ تُعاد
من عدم فهذا قولٌ باطل، لكن تُغيَّر صورتُها، وحالتها بأن تُبدَّلَ الأرضُ، وتزول
الجبال، وتصير كالعهن، لكن المادة موجودة.
وليس معناه: أن الجلود تَفْنَى، ولكن تُبدَّل، قال
تعالى: ﴿كُلَّمَا
نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا﴾
[النساء: 56].
قال تعالى: ﴿وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [الزمر: 67] لو كانت السماوات معدومةً والأرض معدومة، ما الذي يُقبَضُ، وما الذي يُطوَى؟