وتُحدِّثُ الأرضُ التي كُنَّا بها **** أخبارَها في الحشرِ
للرحمنِ
وتَظلُّ تشهد وهي عدلٌ بالذي **** مِن فَوْقِها قد
أحدثَ الثقلانِ
أفيشهدُ العدمُ الذي هو كاسْمِه **** لا شيءَ هذا ليس
في الإمكانِ
لكن تُسوَّى ثمَّ تُبسط ثمَّ تُشْـ **** ـهَدُ ثمَّ
تُبْدَلُ وهي ذاتُ كِيانِ
****
دلّ على أنها
موجودة، ولكن تغيرت صورتُها، فكونُه يَقبِضهما دليل على عدم فنائهما، ولو كانا
يُعدمان ما بقي شيء يُقبَضُ.
قال تعالى: ﴿يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا﴾ [الزلزلة: 4] فلو كانت الأرض تُعدم فما الذي يُحدِّث
بالأخبار؟ دل على أنها تبقَى لكن تتغيّر هيئتها وصورتها، لكنْ أصلُها ومادتُها
موجودة لا تفنى.
لو كانت تُعدم ما بقي شيء يشهد.
لو كانت الأرض تُعدم كما يقولون ما شهدت فإن المعدوم لا
يشهد.
هذا هو الذي يحصل للأرض، تقبض، ثمّ تُسوَّى ثمّ تُبسط ثمّ تُمد، وأصلها موجود.