×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وكساهُ أنواعَ الجواهرِ والحِلَى **** من لُؤلُؤٍ صافٍ ومِن عِقْيانِ

فرآهُ ثيرانُ الوَرَى فأصابَهُمْ **** كمُصابِ إخْوَتِهِمْ قديمَ زَمانِ

عِجلانِ قد فتَنَا العبادَ بصوتِهِ **** إحداهُما وبحَرْفِه ذا الثَّانِي

****

 والصفاتِ كما صدَّقَ بنو إسرائيل السامري، فعبدوا العِجل، فهذا يُشبه هذا، وقوله: «ليفتن أمة الثيران» كما فتن السامري بني إسرائيل فتن الجهمُ هؤلاء يشبهون الثيران، فأخذوا مقالته، وفرحوا بها كما فرح أولئك بعجل السامري، فدعاة الضلال في كل وقت هذه طريقتهم، يُغرِّرون بالنَّاس ويقودونهم إلى الكفر بحُجة الدين والنّصيحة.

يعني أن الجَهْم كسا هذا الكفر بزخارف من الحُجج والتمويهات كما أن السامري كسا العجل بزخارف من الذهب.

فتن السامري النَّاس بصوت العجل الذي له خُوار، وفتن الجَهْم النَّاس بتحريفه، ذاك فتنهم بصوت الخوار، وهذا فتنهم بتحريف الكَلِم عن مواضعه وتأويل كلام الله، وصرفه عن حقيقته، حتى فتن النَّاس، وظنوه حقًّا، وهو باطل، فهذا ممّا يدلُّ على شدة الحذَر من دُعاة الضلال، وأنهم لا يُغترُّ بهم.


الشرح