×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

لم يَنْجُ من أقواله طُرًّا سِوَى **** أهلِ الحديثِ وشيعةِ القرآنِ

فتبَرَّؤُوا منها بَراءَةَ حيدرٍ **** وبراءةَ المولودِ من عِمرانِ

****

ما نجا من أقوال الجَهْم هذه إلا أهل السنة والجماعة «أصحاب الحديث» الذين تمسّكوا بالحديث والقرآن، ولم يقبلوا التأويل والتحريف، ولم يقبلوا الشُّبَه والتزييفات، وإنما تمسكوا بكتاب الله وسُنَّةِ رسوله صلى الله عليه وسلم.

تبرؤوا من مقالة الجَهْم براءة حيدرٍ من الشيعة، وحيدر: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو لقب من ألقابه، وأصل الحيدر: الأسد، سُمِّيَ بذلك لشجاعتهِ رضي الله عنه، فعليٌّ تبرَّأَ من الشِّيعَةِ لمَّا ادَّعوا الألوهية لَهُ، وخدَّ الأخاديد، وأوقد النَّار، وحرَّقهم بها لمَّا قالوا: إنَّهُ الله، وهؤلاء هم، غُلاة الشِّيعة، وهو بريء من كُلِّ طوائف الشِّيعة من الرَّافضة، والزيدية وغيرهم، وإن كانوا ينتسبون، ويتشيّعون له، ويزعمون أنهم ينتسبون لأهل البيت، فهو بريءٌ منهم؛ لأنه من أئمَّةِ أهل السُّنَّةِ والجماعة، ومن السابقين الأوَّلين إلى الإسلام وسادات المهاجرين، وابن عمِّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجِ ابنته فاطمة، وأبو الحسن والحسين سَيِّدَي شباب أهل الجنَّة، فهو بريءٌ منهم، ولا علاقة لهم به، وكذلك المولود من عمران، والمقصود به موسى عليه السلام فإنه بريءٌ مِن كُفَّار بني إسرائيل الذين عبدوا العِجل.


الشرح