×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

واللوْمَ لا يَعْدوهُ إذْ هوَ فاعِلٌ **** بإرادَةٍ وبقُدْرَةِ الحَيَوَانِ

فأراحَهُمْ جَهْمٌ وشيعتُه من الْـ  **** لَوْمِ العنيفِ وما قضَوْا بأمانِ

لكنَّهم حَمَلوا ذنوبَهُمُ على **** رَبِّ العبادِ بعزَّةٍ وأمانِ

وتبرَّؤوا منها وقالوا إنَّها **** أفعالُه ما حيلَةُ الإِنسَانِ

ما كلَّفَ الجَبَّارُ نَفسًا وُسْعَها **** أنّى وقَدْ جُبِرَتْ على العِصْيَانِ

وكذا على الطاعاتِ أيضًا قد غَدَتْ **** مجبورةً فلها إذًا جَبْرانِ

****

 أراحهم الجَهْم من هذا الخوف، وقال لهم: اطمئنوا، هذا ليس من فعلكم، هذا فعلُ الله خَلَقَهُ فيكم، ما لكم فيه اختيار، ولا لوم عليكم.

حملوا هذه الأفعال على الله تعالى، وقالوا: هو الذي فعلها وخلقها، وأمّا نحن، فمجرد آلة.

قالوا: ليس لنا فيها حيلة، نحن مجبورون عليها.

يعني ما للمُطيعين مِيزة على العُصاة والكُفار والمذنبين؛ لأنّ الكل يفعلون هذا بغير اختيارهم، هذا معنى قول الجَهْم بن صَفْوان - قَبَّحهُ الله - وهو ثمرة القول بالجبر، أنه لا فرق بين العاصي والمطيع، ولا فرق بين الصَّلاة والزِّنا، ولا فرق بين فعل الطاعة والمعصية، كلُّه بغير اختيار العباد.


الشرح