واللوْمَ لا يَعْدوهُ إذْ هوَ فاعِلٌ **** بإرادَةٍ
وبقُدْرَةِ الحَيَوَانِ
فأراحَهُمْ جَهْمٌ وشيعتُه من الْـ **** لَوْمِ العنيفِ
وما قضَوْا بأمانِ
لكنَّهم حَمَلوا ذنوبَهُمُ على **** رَبِّ العبادِ
بعزَّةٍ وأمانِ
وتبرَّؤوا منها وقالوا إنَّها **** أفعالُه ما
حيلَةُ الإِنسَانِ
ما كلَّفَ الجَبَّارُ نَفسًا وُسْعَها **** أنّى وقَدْ
جُبِرَتْ على العِصْيَانِ
وكذا على الطاعاتِ أيضًا قد غَدَتْ **** مجبورةً فلها
إذًا جَبْرانِ
****
أراحهم الجَهْم
من هذا الخوف، وقال لهم: اطمئنوا، هذا ليس من فعلكم، هذا فعلُ الله
خَلَقَهُ فيكم، ما لكم فيه اختيار، ولا لوم عليكم.
حملوا هذه الأفعال على الله تعالى، وقالوا: هو الذي
فعلها وخلقها، وأمّا نحن، فمجرد آلة.
قالوا: ليس لنا فيها حيلة، نحن مجبورون عليها.
يعني ما للمُطيعين مِيزة على العُصاة والكُفار والمذنبين؛ لأنّ الكل يفعلون هذا بغير اختيارهم، هذا معنى قول الجَهْم بن صَفْوان - قَبَّحهُ الله - وهو ثمرة القول بالجبر، أنه لا فرق بين العاصي والمطيع، ولا فرق بين الصَّلاة والزِّنا، ولا فرق بين فعل الطاعة والمعصية، كلُّه بغير اختيار العباد.