جُبروا على ما شاءَهُ خلاَّقُهُمْ **** ما ثمَّ ذو
عَوْنٍ وغيرِ مُعانٍ
الكلُّ مجبورٌ وغيرُ مُيَسَّرٍ **** كالمَيْتِ أُدرجَ
داخلَ الأكفانِ
وكذاك أفعالُ المُهَيْمِنِ لم تَقُمْ **** أيضًا به خوفًا
من الحَدَثانِ
فإذا جَمَعْتَ مَقالتَيْهِ أنتجا **** كِذْبًا وزُورًا
واضحَ البُهتانِ
****
ما فعلوا الطاعة باختيارهم وإعانة الله لهم، ولا تركوا
الطاعة إلاَّ لأنَّ الله لم يُعنهم عليها، فالكلُّ سواء لا مِيزة لهذا على هذا،
وإنَّما هم مجرّدُ أجسام تُحرَّك.
الكل من المطيع والعاصي مجبور وغير مُيسَّر لما خُلق له
فهو كالميت في داخل الأكفان يُحرَّك، ويُحمل، ويُدفن، ولا يستطيع أن يتخلَّص،
فالعبد أمام أفعال الله تعالى مثل الميت في الكفن. هكذا يقول الجهمُ بن صفوان
وشيعته، تعالى الله عمّا يقولون.
وكذلك ينفي أفعال الله عنه بشُبْهة أن لا يكون محلًّا
للحوادث؛ لأن ما كان محلًّا للحوادث عندهُ فهو حادث، والله جل وعلا ليس بحادث، هذه
قاعدته الشيطانية.
إذا جمعت مقالَتَيه في نفي الأفعال عن الله، وفي نفي الأفعال عن العباد، إذًا لمن تكون هذه الأفعال، إذا لم تكن من الله ولا من العباد.