إذ لَيسَتِ الأفعالُ فِعْلَ إلهِنَا **** والرَّبُّ ليسَ
بفاعِلِ العِصْيانِ
فإذا انتفتْ صِفَةُ الإلهِ وفعلُه **** وكلامُه وفعائلُ
الإِنسَانِ
فهناك لا خَلْقٌ ولا أمرٌ ولا **** وَحْيٌ ولا
تكليفُ عبدٍ فانِ
وقَضَى على أسمائِه بحدوثِها **** وبخَلْقِها من
جملةِ الأكوانِ
****
إذًا تبطل الشرائع، ويبطلُ الكون كُلُّه فليس له مدبرٌ
ولا خالق ولا فعّالٌ لما يريد، ولا العباد يفعلون شيئًا، وإنما هم كالآلات، فإذًا
تبطل الشرائع، وتبطل الأوامر، ويفسد الكون كله، يصير لا مدبر له، ولا فعال لما
يريد.
من جملة أقوال الجَهْم بن صَفْوان: نفي الأسماء والصفات عن الله، ويرى أن الله ذات مُجرَّدة لا تُسمَّى باسم، ولا توصف بصفة؛ لأن هذه الأسماء وهذه الصفات في المخلوقين، فإذا أُثْبِتَتْ لله صار فيها مشابهة بينه وبين المخلوقين؛ فلذلك نفى الأسماء والصفات خوفًا من التشبيه بزعمه، ولم يعلم بأن أسماء الله وصفات الله خاصة به، وأن أسماء المخلوقين وصفات المخلوقين خاصة بهم، ولا تشابه بين الصِّنفين. هذه صفات الخالق، وهذه صفات المخلوق، فكما أنّ بين ذات الخالق سبحانه وذات المخلوق فرقًا، فكذلك هناك فرق بين صفاته وأسمائه وصفات المخلوقين وأسمائهم؛ لأنَّ الأسماء والصفات،