×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فانظرْ إلى تَعْطِيله الأوصافَ والْـ  **** أفعالَ والأسماءَ للرحمنِ

ماذا الذي في ضِمْنِ ذا التَّعطيلِ مِنْ **** نَفْيٍ ومِنْ جَحْدٍ ومِنْ كُفْرانِ

لكنهُ أبدَى المقالةَ هكذا **** في قالبِ التنزيهِ للرحمنِ

****

 تتبع الذات، فكما أنَّ ذات الخالق لا تُشبه ذواتِ المخلوقين، فكذلك أسماؤه وصفاته، لا تُشبه أسماء المخلوقين وصفاتهم، وإن تشاركت معها في اللفظ والمعنى في ذلك، فالمشاركة في الاسم في الذهن لا تدلُّ على المشاركة في الحقيقة والكيفيَّةِ في الخارج.

هذا هو التعطيلُ للخالق من أسمائه وصفاته، إذًا يكون عدمًا؛ لأن الموجود لا بُدَّ له من أسماء وصفات، وإنما المعدومُ هو الذي ليس له أسماء وصفات؛ فيلزم من قوله نفي وجود الرب جل وعلا.

حُجّته: أنه يريد التنزيهَ للرحمن عن مشابهة المخلوقين، وهذا غلُوٌّ في التنزيه، نَعَم الخالق منزهٌ، لكن ليس معنى هذا: أن تُنفى عنه أسماؤُه وصفاتُه، بل تنزَّه أسماؤُه وصفاتُه كما تُنزهُ ذاتُه عن مشابهة المخلوقين، فكما أن الله موجودٌ والمخلوقَ موجود، ولا مشابهةَ بين وجود الخالق ووجود المخلوق، كذلك لا مشابهةَ بين أسماء الخالق وصفاته وأسماء المخلوقين وصفاتهم، بل المخلوقات لا تتشابه، فمثلاً: البعوضة لا تُشبه الفيل، الفيل مخلوق، والبعوضة مخلوقة، وكلاهما موجود، وله صفات، له سمعٌ، وله بصرٌ، وله صفاتٌ ذاتِيَّةٌ،


الشرح