فاصْدَعْ بِأمْرِ اللهِ لاَ تَخْشَ الوَرَى **** في اللهِ واخْشَاهُ تَفُزْ بِأمَانِ

وَاهْجُرْ وَلَوْ كُلَّ الوَرَى في ذَاتِهِ **** لاَ في هواكَ وَنَخْوَةِ الشَّيْطَانِ

واصْبِرْ بِغَيْرِ تَسَخُّطٍ وشِكايَةٍ **** واصْفَحْ بِغَيْرِ عِتابِ مَنْ هُوَ جَانِ

وَاهْجُرْهُمُ الهَجْرَ الجَمِيلَ بِلا أذًى **** إِنْ لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنَ الهِجْرَانِ

****

 عندنا ثلاثة أشياء ذكرها اللهُ في كتابه: الصَّبر الجميل، والصَّفح الجميل والهجر الجميل، يلزم طالب العلم والداعية إلى الله أن يتحلَّى بها.

والصبر الجميل: هو الذي ليس معه شكاية إلى النَّاس، وإنما يشكو إلى الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا يقولُ يعقوب عليه السلام: ﴿إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ﴾ [يوسف: 86] مع أنه قال ﴿فَصَبۡرٞ جَمِيلٌۖ﴾ [يوسف: 83] فالشكاية إلى الله لا تنافي الصبر، إنَّما الذي يُنافي الصبر الشكاية إلى النَّاس.

والصفح الجميل: هو الذي ليس معهُ عِتاب، إذا كان معه عتاب لم يكن صفْحًا جميلاً.

والهجرُ الجميلُ: هو الذي ليس معه أذًى، ولا انتقام لنفسك، هذه ثلاثةُ الأمور كلها مذكورة في القرآن، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة في هذه الأمور الثلاثة، «الصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل»، رسالة مستقلة.

---

الشرح