×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وانظُرْ إلى الأقدارِ جارِيَةً بِمَا **** قد شاءَ مِنْ غَيٍّ وَمِنْ إِيمَانِ

واجْعَلْ لِقَلْبِكَ مُقْلَتَيْنِ كِلاهُمَا **** بالحَقِّ في ذا الخَلْقِ ناظِرَتانِ

فانظُرْ بِعَيْنِ الحُكْمِ وارْحَمْهُمْ بِهَا **** إِذْ لاَ تُرَدُّ مَشِيئَةُ الدَّيَّانِ

وَانْظُرْ بِعَيْنِ الأمْرِ واحْمِلْهُمْ عَلَى **** أحْكامِهِ فَهُمَا إذًا نَظَرانِ

****

يقول: انظر إلى ما يجري من النَّاس بنظرين:

نظر من ناحية القضَاء والقدر، فبذلك تعلم أنه لا بد من وقوع ما قدَّر الله تبارك وتعالى من أفعالهم فلا تلُمْهُمْ على القضَاء والقدر.

ونظر إلى الشَّرْعِ، وأنّ الله أمرهم بالخير، ونهاهم عن الشر؛ فبذلك تلُومهم على المعاصي والمخالفات، وتأمرهم بالطاعات، أمّا من نظر النظر الأول إلى القضَاء والقدر فقط فهذا نظر الجبريّة، ومن نظر النظر الثاني إلى أفعال العباد، ولم ينظر إلى القضَاء والقدر فهذا نظر القدريّة، أما أهل السُّنَّة فينظرون النظرين، نظر إلى القضَاء والقدر، ونظر إلى أن الله أمر، ونهى، وشرع، وأعطى النَّاس قدرة واختيارًا يفعلون بهما ما يشاءون، إمّا الخير وإمّا الشر باختيارهم وإرادتهم، فلا تنظر نظرًا واحدًا إلى القضَاء فقط أو إلى الأمر فقط، ولكن انظر إلى الأمرَيْنِ جميعًا.


الشرح