واشْغَلْهُمُ عندَ الجدالِ ببعضهِمْ **** بعضًا فذاك
الحزمُ للفرسانِ
وإذا هُمُ حملوا عليكَ فلا تكنْ **** فَزِعًا
لحملتهِمْ ولا بجبانِ
واثبُتْ ولا تَحمِلْ بلا جُنْدٍ مما [فما] **** هذا بمحمودٍ لدى
الشجعانِ
فإذا رأيتَ عصابةَ الإسلامِ قَدْ **** وافتْ عساكرُها
مع السلطانِ
فهناكَ فاخْترِقِ الصفوفَ ولا تكنْ **** بالعاجزِ الواني
ولا الفَزْعانِ
****
وستجدهم متفرقين
فاشغل بعضَهم ببعض حتى ينشغلوا عنك بأنفسهم ويضعفون، لأنهم ولله الحمد متفرقون ﴿تَحۡسَبُهُمۡ
جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ﴾
[الحشر: 14] بخلاف أهل الحق فإنهم مجتمعون بقلوبهم وأبدانهم.
لأن حملتهم تضمحل، وإن ظهرت أنها قوية؛ لأنها مبنية على
باطل، والباطل يتلاشى.
لا تدخل في الميدان إلا ومعك سلاح تقاتل به، وهو الكتاب
والسُّنَّة، ومعك أعوان من أهل الحقِّ وجند الله، ولا تدخل في الميدان وحدَك.
يقول: انضم مع أهل الحق، ولا تنفرد وتستقل برأيك، فما دام هناك جماعة من أهل الحق فانضم إليهم، وهذه حكمة عظيمة؛ لأن الاجتماع على الحق قوة، وهذا حَثٌّ على الجماعة وعدم الانفراد حتى ولو كان الإِنسَان على الحق، لا ينفرد بل يكون مع الجماعة،