×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وتَعَرَّ مِنْ ثوبينِ مَن يَلْبَسْهُما **** يلقى الرَّدى بِمَذَمَّةٍ وهوانِ

ثوبٌ مِن الجهل المركَّبِ فوقَهُ **** ثوبُ التعصُّبِ بِئْسَتِ الثوبانِ

وتَحَلَّ بالإنصافِ أفخرِ حُلَّةٍ **** زِينَتْ بها الأعطافُ والكتفانِ

****

قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ [الأنفال: 46]، ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ [آل عمران: 105]، ويستفاد من هذا أن الجهاد لا بد أن يكون مع إمام المُسلِمِين.

هذه نصيحة أخرى، يقول تَعَرَّ من ثوب الجهل وثوب العصبية، بأن يكون مقصودك الحق، لا يكن مقصودك الانتصار لرأيك، وكذلك تَعرَّ من الجهل بتعلم العلم؛ لأن الجهل داء قاتل، والجاهل لا يصلح لمجادلة أهل الباطل؛ لأنه يفسد أكثر مما يصلح.

·       والجهل هو عدم معرفة الحق، وهو ينقسم إلى قسمين:

الأول: جهل مركَّب، والجاهل المركب: هو الذي يجهل، ويجهل أنه يجهل، بل يظن أنه عالم، وهذا أشد الجهل، وهو مصيبة، وهذا ما يُسمَّى في وقتنا بالتَّعالُم، وهو أن الإِنسَان يدَّعي العلم، وليس عنده علم.

الثاني: جهلٌ بسيط، وهو أن يجهل، ويعلم أنه جاهل، فإذا كان يعلم أنه جاهل فإنه سيسعى للتعلم.

لا تظلم النَّاس، بل أنصفْ، وأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ، وهذه وصية ثالثة.


الشرح