واجعلْ شعارَكَ خشيةَ الرحمن مع **** نُصْحِ الرسولِ
فحبذا الأمرانِ
وتَمَسَّكَنَّ بحَبْلِهِ وبوَحْيِهِ **** وتَوَكَّلَنَّ
حقيقَةَ التِّكْلانِ
فالحَقُّ وصْفُ الرَّبِّ وهو صِرَاطُهُ الـ **** ـهادِي إليْه
لصاحِبِ الإِيمَانِ
وهْوَ الصِّراطُ عليه ربُّ العَرْشِ أيـ **** ـضًا وذا قد جاءَ
في القُرْآنِ
والحقُّ منصورٌ ومُمْتَحَنٌ فلا **** تَعْجَبْ فهَذِي
سنةُ الرحمنِ
****
إذا صار شعارك خشية الرحمن، ونصحَ الرسول، فإنك لن تُغلب
بإذن الله.
يعني إذا حصل على أهل الحق نكبة ومصيبة فلا يكن هذا ناقضًا لعزمك أو مُضيِّك، فالحق منصور وممتحن، فلو أن الحقّ دائمًا ينتصر ما صار لأحدٍ فضل، لكن سُنَّة الله جل وعلا أنه يُداول بين العباد، فالرسول عليه السلام حربه مع الكفار تارةً يَنتصر، وتارةً يحصل عليه ما يحصل من الامتحان كما في غزوة أحد وحُنَين وفي غير هاتين الوقعتين، فالحقّ قد يُصاب بسبب خلل في أهله لا بخلل في الحق، وإنّما الخلل في أهل الحق فيُصابون من عدوهم، فإذا حصل هذا فلا يكن ناقضًا لعزمك أو مُزَهِّدًا لك في الحق، بل اثبت، واصبر، وأصلح ما فيك من خلل؛ لأنه ما أصابك هذا الشيء أو أصاب أصحابك إلا بخلل فيكم