فالقومُ ما صانُوه عن إنسٍ ولا **** جِنٍّ ولا شجرٍ
ولا حيوانِ
كلاَّ ولا عُلُوٍّ ولا سفل ولا **** وادٍ ولا جبلٍ
ولا كُثْبانِ
كلاّ ولا طعم ولا ريح ولا **** صوت ولا لون من
الألوانِ
لكنه المطعوم والملبوس والـ **** ـمشموم والمسموع
بالآذانِ
وكذاك قالوا إنه المنكوح والـ **** ـمذبوح بل عين
الغويّ الزاني
والكفر عندهم هدًى ولو أنه **** دين المجوس
وعابدي الأوثانِ
****
بل جعلوا كلَّ هذا الوجودِ هو الله، الشَّجرُ والحَجَرُ
والجبَلُ والبَحرُ والخِنزيرُ والكَلبُ والجَملُ والإنسانُ والثعلبُ والقِطُّ،
كلُّ هذه هي الرب.
أي هذه الأشياء هي الله -تعالى الله عما يقولون-.
ما نزَّهوهُ حتى عن الفواحشِ والزنا والقاذورات، قالوا:
هذه كلُّها أفعالُ الربِّ سبحانه وتعالى، تعالى اللهُ عمَّا يقولون، وهذا يدُلُّ
على أنَّ الإنسانَ إذا لم يعصِمْه اللهُ فإنَّه يسقطُ إلى ما لا نهاية.
هذه ثمرةُ هذا المذهبِ الخبيثِ أنَّه ليس فيه كفرٌ على وجهِ الأرض؛ لأنَّ كلَّ المِللِ والعباداتِ مُتجِهةٌ إلى الله،