قالوا وما عبدوا سواه وإنما **** ضلوا بما خصوا من
الأعيانِ
ولو أنهم عموا وقالوا كلها **** معبودة ما كان من
كفرانِ
فالكفر ستر حقيقة المعبود بالتـ **** ـتخصيص عند محقق
ربَّاني
****
مَنْ عبَد
الشجرَ والحجرَ ومَنْ عَبَد الصنمَ والنارَ ومَنْ عَبَد الكواكب، ما عبَد إلا
اللهَ لأن هذه هي اللهُ عندَهم، وإنَّما الخَلَل في التخصيص، وأنْ تُخصِّصَ شيئًا
واحدًا وتقول: إنه هو الله، أمَّا إذا عمَّمت وقُلْت: إنَّ الكونَ كلَّهُ هو اللهُ
فهذا هو التوحيدُ عندَهم، فالشركُ عندَهم أن تقول: هناك خالقٌ ومخلوق، لكن إذا
قلت: الكونُ كلُّه هو اللهُ هذا هو التوحيدُ عندَهم فليس هناك خالقٌ ومخلوقٌ،
ولذلك هم لا يُكفِّرون أحدًا، لا يُكفِّرون فرعونَ ولا يُكفِّرون إبليسَ ولا
يُكفِّرون كلَّ مُشرِكٍ لأنَّهم كلهم يَعبدون اللهَ بزعْمِهم، ولهذا يقولُ أحدُهم:
عَقَدَ الخلائقُ في الإلهِ عقيدةً
**** وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوهُ
يعني كونُهم خَصَّصوا شيئًا معينًا يَعبدونه دونَ غيرِه،
هذا هو الضلالُ ولو أنَّهم عبدُوا كلَّ الموجوداتِ صارُوا مُوَحِّدين.
لو قالوا: كلُّ مَن عَبد شيئًا فإنَّما عبَد اللهَ صار
هذا عندَهم هو التوحيد.
المُحَقِّقُ الرَّباني عندَهم هو الذي يقول: كلُّ المعبوداتِ هي الله، والمُنحرِف عندَهم هو الذي يقول: لا إله إلا الله.