×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

واللهُ لا يرضى بكثرةِ فِعْلِنا **** لكنْ بأحسنِه مع الإيمانِ

فالعارِفونَ مُرادُهُمْ إحسانُهُ **** والجاهلونَ عمُوا عنِ الإحْسانِ

وكذاكَ قد شَهدُوا بأنَّ اللهَ ذُو **** سَمعٍ وذُو بَصرٍ هُما صِفتَانِ

وهو العليُّ يَرى ويسمعُ خلقَهُ **** من فوقِ عرشٍ فوقَ سِتِّ ثمانِ

****

لا يرضَى اللهُ بكثرةِ الفِعل، لكن يرضَى بالعملِ الذي تَوفَّر فيه الإخلاصُ والمتابعة، ولهذا قال ﴿لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ [الملك: 2]، ولم يقُل: «أكثرُكُم عملاً» وإنما قال: ﴿أَحۡسَنُ لأن العِبرةَ بالأحسنِ ولا يكونُ الأحسنُ إلا بالإخلاصِ والمتابعة، وكما في الآيةِ الأخرى: ﴿لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا [الكهف: 7] ولم يقُل: «أيُّهُمْ أَكْثَرُ عَمَلاً» فالعِبرةُ بالأحسنِ لا بالأكْثَر، فالكَثْرةُ بدون الإحسانِ لا قِيمةَ لها، والعملُ القليلُ مع الإحسانِ يُضاعِفُه أضعافًا كثيرةً ويصيرُ كثيرًا.

يعني له العُلُو وله القُرْب والدُّنُو سبحانه وتعالى، فهو عليٌّ في دنوِّه، قريبٌ في علوِّه، كما قال: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ [الحديد: 3] وهو فوقَ عرشِه وعرشُه فوقَ المخلوقاتِ كلِّها.


الشرح