×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

هذا إذا ما كانَ ثَمَّ وَساطَةٌ **** كقراءةِ المخلوقِ للقرآنِ

فإذا انْتفتْ تِلكَ الوساطَةُ مِثْلَ ما **** قَدْ كلَّمَ الموْلُودَ مِنْ عِمْرانِ

فهُنالِكَ المخلُوقُ نَفسُ السَّمْعِ لا **** شيءٌ مِنَ المسمُوعِ فافْهَمْ ذَانِ

هذي مقالَةُ أحمدٍ ومحمدٍ **** وخصومُهُمْ مِنْ بعدُ طائفتانِ

إحداهما زعمَتْ بأن كلامَه **** خَلْقٌ له ألفاظُه ومعاني

****

إذا كان هناك وَسَاطةٌ في تبليغِ القرآنِ فالواسِطةُ مخلوقة، وهي قراءةُ القارئ، وكتابة الكاتب، وتعليم المعلم، هذه كلُّها مخلوقة، لكن نفسَ المبلَّغ ونفسَ المَقْروءِ والمَكتوبِ هو كلامُ اللهِ سبحانه وتعالى، فنُفرِّق بينَ الواسطةِ وبين كلامِ اللهِ عز وجل، أمَّا إذا لم يكُن ثمَّ واسِطة بينَ المخاطبِ وبينَ اللهِ جل وعلا، مثل ما حصَل لموسى، فإنَّه كلامُ اللهِ سبحانه وتعالى، وموسى سَمِعه، فالسمعُ مخلوقٌ والمسموعُ هو كلامُ الله تعالى.

هذا الذي ذكرناه هو قولُ أحمدَ بنِ حنبلٍ ومحمدِ بنِ إسماعيلَ البخاري. وخصومهم، يعني المخالفين لهم ولأهلِ السُّنةِ قسمان يذكرُهما.

هذا القولُ الأولُ من قولي الطائفتين قول الجهمية الذين يقولون: القرآنُ مخلوقٌ ألفاظُه، ومعانيه خلقَه اللهُ في غيره.


الشرح