×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

والآخرون أبوْا وقالوا شطرُه **** خَلْقٌ وشطرٌ قامَ بالرحمنِ

زعموا القرآنَ عبارةً وحكايَةً **** قلنا كما زَعموهُ قُرآنانِ

هذا الذي نتلوهُ مخلوقٌ كما **** قال الوليدُ وبعدَهُ الفئتانِ

والآخرُ المعنى القديمُ فقائمٌ **** بالنفسِ لم يُسمَعْ من الدَّيّانِ

والأمرُ عينُ النهي واستفهامُهُ **** هو عينُ إخبارٍ وذو وِحْدانِ

****

هذا كلامُ الطائفةِ الثانيةِ وهم الأشاعِرةُ الذين يقولون: المعنى كلامُ اللهِ ولكن الحروفَ والألفاظَ من صُنعِ البشرِ مخلوقة، فهو حكايةٌ عن كلامِ اللهِ أو عبارةٌ عن كلامِ الله.

على قولِهم يكونُ القرآن قرآنين، قرآن هو كلامُ الله، وقرآن هو كلامُ المخلوق، تعالى الله عمَّا يقولون.

يعني الوليد بن المغيرة لما قال: ﴿إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ [المدثر: 25] ومثل قولِ الوليد قول الفئتين الجَهْمية والأشاعِرة. اتفق قولُ الفئتين مع قولِ الوليد.

يقولون: المعنى النفساني لا يتنوع، فليس فيه أمرٌ أو نهيٌ أو استفهامٌ لأنه شيءٌ واحد، وإنَّما الأوامرُ والنواهي والإخباراتُ حكايةٌ عن كلامِ الله.


الشرح