×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وهو الزبورُ وعينُ توراةٍ وإنـ **** ـجيلٍ وعينُ الذِّكْرِ والفرقانِ

الكُلُّ شيءٌ واحدٌ في نفسِهِ **** لا يَقْبَلُ التَّبعيضَ في الأذهانِ

ما إنْ له كُلٌّ ولا بعضٌ ولا **** حَرْفٌ ولا عربي ولا عبراني

ودليلُهُمْ في ذاك بيتٌ قالَهُ **** فيما يُقالُ الأخطلُ النصراني

****

يقولون: هذا المعنى النفساني، إن عُبِّر عنه بالعربيةِ صار قرآنًا، وإن عُبِّر عنه بالسِّريانية صار إنجيلاً، وإن عُبِّر عنه بالعبرانية كان توراةً.

الأخْطَلُ شاعرٌ من شعراءِ العربِ في وقتِ بني أمية، كان شاعرًا مشهورًا وله ديوانٌ وهو من نصارى بني تغلب يروون عنه أنه قال:

إن الكلامَ لفي الفؤاد وإنما **** جُعِلَ اللسانُ على الفؤادِ دليلاً

قالوا: هذا دليلٌ من اللغةِ العربيةِ على ثبوتِ الكلامِ النفساني؛ لأن الكلامَ في الفؤادِ فقط، وأمَّا اللسان فإنَّه يُعبِّر عمَّا في الفؤاد، قالوا: فدلَّ على أن ما في النفس يسمى كلامًا، فالمعنى القائمُ بذاتِ الرَّبِّ ولم يتكلم به يسمى كلامًا بموجب اللغة العربية؛ لأن هذا الشاعر عربي فصيح وهو الذي قال هذا البيت. والجواب عن هذا من وجهين:

الوجه الأول: أن هذا البيتَ ما ثبتَ عن الأخطل، ولا هو في ديوانِه ولهذا قال: «فيما يقال».


الشرح