×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

يا قومُ قد غلطَ النصارى قَبْلُ في **** معنَى الكلام وما اهتدوا لبيانِ

ولأجل ذا جعلوا المسيحَ إلهَهُمْ **** إذ قيلَ كلمةُ خالقٍ رَحمانِ

ولأجلِ ذا جعلوه ناسوتًا ولا **** هوتًا قديمًا بعدُ مُتَّحدانِ

****

الوجه الثاني: أنه لو ثبتَ عن الأخْطَل، فالأخْطَلُ نصراني والنصارى قالوا في حقِّ اللهِ أعظمَ من هذا، فالنصارى قالوا: إنَّ المسيحَ ابنُ اللهِ وأنَّه مُركَّب من شيئين: اتحادِ اللاهوتِ بالنَّاسوت، فالمسيحُ بعضُه إله وبعضُه بشر، كذلك الأخْطَل لو ثبتَ عنه هذا البيتُ فهو من هذه الطائفةِ التي تقولُ هذا القولَ في حقِّ المسيحِ فلا يُؤخَذ بكلامِه.

قالوا لما قال اللهُ في المسيح: ﴿أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ [النساء: 171] فسمَّى المخلوقَ كلمةً، فدلَّ على أنَّ الكلامَ مخلوق، فنقول: هذا باطلٌ ومعنى أن المسيحَ كلمةُ الله: أنه خُلق بالكلمة، وليس هو الكلمةُ وإنما خُلق بالكلمة وهي قولُه تعالى: ﴿كُن [آل عمران: 59] قالوا: كلُّ الأشياء تُخلَق بالكلمة فنقولُ لهم: العادة أن الإنسانَ يكونُ من أبٍ وأمٍّ ولكن المسيحَ لم يكُن من أب، وإنما هو من أمٍّ فقط، فخُلِق بالكلمةِ من غيرِ أبٍ وهي الأمر الذي أمر اللهُ به، لا أن الكلمةَ هي عيسى نفسه.

اللاهوت: هو المعنى الرباني، والناسوت: هو المعنى الإنساني، فالمسيحُ مركَّبٌ من هذين العنصرين عندَهم.


الشرح