×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فالكلُّ مرجِعُها إلى الاسمينِ يَدْ **** رِي ذاك ذو بَصَرٍ بهذا الشانِ

وله الإرادةُ والكراهةُ والرضا **** ولهُ المحبَّةُ وهو ذُو الإحسانِ

وله الكمالُ المطلقُ العاري عن التْـ **** تَشبيهِ والتمثيل بالإنسانِ

وكمالُ من أعطى الكمالَ لِنفسه **** أوْلَى وأقدمُ وهو أعظمُ شانِ

أيكونُ قد أعطى الكمالَ وما لَهُ **** ذاكَ الكمالُ أذاكَ ذُو إمكانِ

****

أهلُ العلمِ المُحقِّقون يعرفون أنَّ جميعَ الأسماءِ والصفاتِ ترجِعُ إلى هذين الاسمين.

وهو سبحانه يُحِبُّ ويَكْره، ويَرضَى ويَغْضب، هذا ثابتٌ من صفاتِه الفعليةِ سبحانه وتعالى.

له الكمالُ المُطلَق، والعاري، أي: المنزَّه عن التشبيهِ بالإنسان؛ لقولِه تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ [الشورى: 11] فله أسماءٌ وصفاتٌ وللمخلوقين أسماءٌ وصفاتٌ تشابهُها في المعنى واللفظ، لكنها تختلِفُ عنها في الحقيقةِ والكيفية.

هذا دليلٌ عقليٌّ على كمالِه سبحانه وتعالى؛ لأنه إذا كان يُعطِي الكمالَ لغيرِه، فإنه أوْلَى به سبحانه وتعالى، فلا يُعطِي الكمالَ إلا مَن هو كامل؛ لأنَّ فاقدَ الشيءِ لا يُعطيه كما يقولون، فهذا مُحالٌ أن يُعطِي الكمالَ لغيرِه ويكونُ هو سبحانه وتعالى مُعطَّلاً عن هذا الكمالِ وناقصًا، وتعالى عن ذلك.


الشرح