أيكونُ إنسانٌ سميعًا مُبْصرًا **** مُتكلِّمًا
بمشيئةٍ وبيانِ
ولهُ الحياةُ وقُدرةٌ وإرادةٌ **** والعلمُ
بالكُلِّيِّ والأعيانِ
والله قد أعطاهُ ذاك وليس هـ **** ـذا وصْفَهُ
فاعْجَبْ من البهتانِ
بخلاف نومِ العبدِ ثمَّ جِماعِهِ **** والأكلِ منه وحاجَةِ
الأبدانِ
****
إذا كان اللهُ تعالى أعطى صفات الكمالِ للمخلوقين وهي:
السمعُ والبَصرُ والإرادةُ والمشيئةُ فإنه أوْلى سبحانه بذلك؛ فإنَّ المخلوقَ الذي
لا يسمَعُ ناقص، والأعمى الذي لا يُبصِرُ ناقص، والذي ليس له إرادةٌ ولا قُدرةٌ من
الخَلْقِ ناقص، أمَّا من له هذه الصفاتُ فإنَّه يُعدُّ كاملاً، واللهُ جل وعلا
أولى بذلك، فكلُّ كمالٍ ثبَتَ للمخلوقِ لا يستلزِمُ نقصًا فالله أولى به، هذه
قاعدة. والمُعطِّلةُ يُعدون هذه الأمورَ كَمالاً في المخلوقِ ويَسلِبُونها عن
الخَالق، ويعتبرون سلْبَها عن المخلوقِ نقصًا، ولا يَعتبرون سلْبَها عن الخالقِ
نقصًا، تعالى اللهُ عمَّا يقولون.
قد تكونُ هناك أشياء هي كمالٌ في المخلوقِ لكنها نقْصٌ في حقِّ الخالق ولهذا قلنا: كلُّ كمالٍ للمخلوق لا يستلزِمُ نقْصًا، خروجًا من الكمالِ الذي يستلزِمُ النقص، كالنومِ مثلاً فإنه في المخلوقِ كمالٌ وعدم النومِ نقص، لكن الله بالعكس: عدمُ النومِ في حقِّه كمال، والنومُ في حقِّه سبحانه نقْص. فهذا لا يُوصَفُ اللهُ به وإن كان كمالاً