×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

أنَّ النَّدا الصَّوتُ الرَّفيعُ وضِدُّهُ **** فَهْوَ النَّجَاءُ كلاهُما صوتانِ

واللهُ موصُوفٌ بذاكَ حقيقةً **** هذا الحديثُ ومُحكَمُ القُرآنِ

واذكُرْ حديثًا لابن مسعودٍ صَرِيـ **** ـحًا أنَّه ذو أحرفٍ ببيانِ

الحرف منه في الجزا عَشْرٌ مِنَ الـ **** ـحَسَناتِ ما فيهِنَّ مِن نُقصانِ

وانظرْ إلى السُّورِ التي افْتُتِحَتْ بأحْـ **** ـرُفِها ترى سِرًّا عظيمَ الشّانِ

****

كِلاهُما وَرَدَا،﴿وَنَٰدَيۡنَٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلۡأَيۡمَنِ وَقَرَّبۡنَٰهُ نَجِيّٗا [مَريَم: 52] هذا فيهِ إِثْباتُ المناداةِ والمُناجاةِ للهِ عز وجل، وهُما صَوتانِ مَسْموعانِ.

هذا حديثٌ صحيحٌ «مَن قَرَأَ حَرْفًا مِن كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، فَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» ([1]) فأَثْبَتَ أنَّ القُرآنَ حُروفٌ، كلُّ حرْفٍ بِحسَنَةٍ، وكلُّ حسنةٍ بعشْرِ أمْثالِها والحروفُ لا تَكونُ إلا للْكلامِ.

أي: الحروفَ المُقطَّعةَ في أوائِلِ السُّورِ مثلُ «الم - حم - ص - ق - ن»، وقد اختَلَفَ العُلماءُ فيها: هل تُفسَّرُ أو لا تُفسَّرُ؟ وشيْخُ الإسْلامِ ابْنُ تيْميَّةَ له فيها كلامٌ جيِّدٌ يقولُ: «إنَّ السِّرَّ في افْتتاحِ


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي (2910).