أنَّ النَّدا الصَّوتُ الرَّفيعُ وضِدُّهُ **** فَهْوَ
النَّجَاءُ كلاهُما صوتانِ
واللهُ موصُوفٌ بذاكَ حقيقةً **** هذا الحديثُ
ومُحكَمُ القُرآنِ
واذكُرْ حديثًا لابن مسعودٍ صَرِيـ **** ـحًا أنَّه ذو
أحرفٍ ببيانِ
الحرف منه في الجزا عَشْرٌ مِنَ الـ **** ـحَسَناتِ ما
فيهِنَّ مِن نُقصانِ
وانظرْ إلى السُّورِ التي افْتُتِحَتْ بأحْـ **** ـرُفِها ترى
سِرًّا عظيمَ الشّانِ
****
كِلاهُما وَرَدَا،﴿وَنَٰدَيۡنَٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلۡأَيۡمَنِ وَقَرَّبۡنَٰهُ
نَجِيّٗا﴾ [مَريَم: 52] هذا فيهِ
إِثْباتُ المناداةِ والمُناجاةِ للهِ عز وجل، وهُما صَوتانِ مَسْموعانِ.
هذا حديثٌ صحيحٌ «مَن
قَرَأَ حَرْفًا مِن كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، فَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ
أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ،
وَمِيمٌ حَرْفٌ» ([1])
فأَثْبَتَ أنَّ القُرآنَ حُروفٌ، كلُّ حرْفٍ بِحسَنَةٍ، وكلُّ حسنةٍ بعشْرِ
أمْثالِها والحروفُ لا تَكونُ إلا للْكلامِ.
أي: الحروفَ المُقطَّعةَ في أوائِلِ السُّورِ مثلُ «الم - حم - ص - ق - ن»، وقد اختَلَفَ العُلماءُ فيها: هل تُفسَّرُ أو لا تُفسَّرُ؟ وشيْخُ الإسْلامِ ابْنُ تيْميَّةَ له فيها كلامٌ جيِّدٌ يقولُ: «إنَّ السِّرَّ في افْتتاحِ
([1]) أخرجه: الترمذي (2910).